معالي:إنتهى التاربخُ من حفرِ قبري
سأسافرُ للعبِ بتلكَ الرمال الاتيةِ من الماضي
علني أجد نفسي هناك
سلطان: لعلكِ تجدين طيفٌ هامشيٌ يشبهني
سأعتزلُ سمائي وأسكنُ هناك
على باب بحر لا يأكل من جسدي كلما هب النسيم
معالي: علَ هناكَ لا يستقبلُ أطرافنا تحتَ إبطه
سلطان: حتى وإن كان سأركضُ كفرس نزء سأجول كمن يكر ويفر في حدائق ابطها
معالي: هناكَ أجملُ من هنا
سأزاول مهنةَ وجودي هيا بنا
سلطان: الى أين ؟
معالي: حيثُ لا بشر
سلطان: هل كتابٌ واحدٌ يكفي لتسليتي مع الاّ وقت
معالي: سأعبثُ هناك بما أريد
دونَ منازع وحاقد
سأكون وحدي
أرتب أكمام نهاري كما أشاء
سلطان: وأين وقع الناي في أزلك ؟
معالي: مللتُ من صراخِ الأوتار
أرهقني ذلكَ الصوت المبحوحِ من الليل
سأغادر...
سلطان: أين موائد الفرح ؟
معالي: تركتها للجاهلية التي تسكنُ الأرض
سلطان: هل سيكون المناخ هناك مُعتدل ؟؟
معالي: موسمي هُناك في كلِ الفصول
سلطان: ولمن ستتركين سنبلة الكنائس وورد العرائس ؟
معالي: ساخذ أمتعتي معي
فطقوسُ موتي تختلفُ قليلاً
سلطان: وما لغة الحديث هناك ؟
معالي: صمتٌ ممزوجٌ بيَ أنا
سلطان: أما أنا فسأرثُ بحَّة الذكرى وملامح النسيان
معالي: ستبقى هناك
سيعلو بوحُ تاريخكَ عاليا
وفوقَ العلو
سلطان: أجل سأعلو فوق مفاتن الأنقاض
ولكن من سينفخ بأبواق السجع المشاع ؟
معالي: أنت قادرٌ ومُتمكن من تغييرِ الذات
فعبقُ حروفكَ المتردة والثائرة موزون
سلطان: لعلني أغنية المسافر للمسافر فقط
او فوضى متاحة على باب القيامة
أحلم بالله جاراً طيباً
أقطفُ أزهار حديقته فلا يغضب !!
ارميه بتنهيداتي وارشقه بالنداء
اهديه عصفور عزلتي ، ويهدني قهوة قميصه
معالي: أليسَ أفضل من معاركة كفار الربيع!!
سلطان: أفضل
حين يكون الجمال هارباً من كهف الجراح
معالي: هذا ما سَيكون
سلطان: اذاً أكتبي ليخضرّ السراب
اما انا فسأتابع سفري لأكمل نقصان الغياب
معالي: مهما كَتبت لَن أفضَ بكارتهُ
سلطان: يكفي أن تزوري هاجسهُ!!
معالي: لا أرضى بالقليل
سلطان: ولكنه كفراشة ترقصُ فوق مأساتها
كحال الشعر والفكر في ايامنا
معالي: سأهربُ حيثُ لا كلمات ولا حروف
سلطان: المكان هناك داكن بين ضوء ونار
معالي: إنه الدفء الذي مر ألف عام وأنا أبحث عنهُ
سلطان: أجل الدين هناكَ منسي
معالي: سأحييهِ من جديد