الجمعة، 9 نوفمبر 2012

أنا والفجرُ والوطن

أنا والفجرُ والوطن
حيثُ لا فُسحة مساومةٍ
ولا هُدنةُ وَهَنْ
وحدنا ومُوجُ الأرض
قررنا سوِيةً
ألا نَصِلَ شاطئ الشجنْ
لنا ربٌ
وبقايا دُعاءٍ
لا زالت بأرضِ كنعنان
تُبعِدُ عنا المِحَنْ
تحمِينا من براثنِ العَدُو
ومِن مؤامرةٍ مُغطاةٍ بكَفن
ومن حيثُ هُنا
سنقُول لهُ, لها, لهم, ولِمن
يسألُ عن الحقيقة
أنَّ اسم فلسطِين بالقلبِ
سَكنْ… أجلْ سَكن!!
لا لَن نرضخَ لواقعٍ قذر
رُوحُ فلسطِين
لا تُقاسُ ولا تُبدَّلُ بثَمن

وطنٌ بِلا قيُود

لتمُت القصائدُ مِن بعدِكَ
يا وطنِي
عشرُ لِيال
لتبقى الكلمة برحمِ أمها
رصِيد خَيال
ليسَ الوطنُ حُلم مطرٍ
صعب المَنال
إنما هو بُوصلة حقِيقة
لا ولن تنحنِي
محالٌ مُحال
نقشُ الحِناءِ
بمجرى دمِ الشِعرِ
وطنُ أبطال
وإن لم يكُن حُراً
سيبقى وطناً
لا تُبدلهُ وثائق وأقوال
هو وحدهُ مجازُ قصيدتِي
وما غيرهُ بعثرة آمال
عودةُ الوطنِ
عنوانُ أبجديتي
وسواهُ مُجردُ نقشٍ على الرمال
لستُ أنا من أكتب قصيدتِي
بل هو قلمِي وطنٌ
لا تكسرهُ قيُود
ولا تدُوسه نِعال
لوطنِي في زوايا الشِعرِ العتيقِ
تنهِيدة أرضٍ
مكثت بالسرِ
ليالٍ طِوال
واليوم…
كُل قصِيدةٍ
لا ترتدِي صهوة الوطنِ
لا تُنسبُ للأدبِ
بأيِ مجال

أنثى الحُرية

أنا كأنثى يكفِيني
كتابةُ قصيدةٍ تنزِفُ وجعَ خِنجرْ
تُنعشُ ضميراً ماتَ لبُرهةٍ
وتشُدَ خُيوطَ قلبٍ تعفنَ وتحجَّرْ
……
الوطنُ ينوحُ يا صمتَ حُكامِ العربْ
يا حُراس الظلامِ المُدججِ المُبعثرْ
ليسقط أمثالكم في دهاليزِ النظام
لتتحررَ الحريةُ المُقدسةُ والعدلُ يُبصرْ
…….
لكَ التضحيةُ والصوتْ، يا وطني حتى الموتْ
يا أرضِيَ السمراءُ العذراءُ العفيفة الجوهرْ
دُنستْ حُطمت ودُمرت ولكن
لا زال تُرابها يحبلُ بزيتونٍ وزعترْ
رغم زحمةِ المارِين ولؤمِ المُغتصبِين
ما تبدَّلَ طُهرها لا ولا تَغيَّرْ
……
في بلادي ينبحُ الغدرُ بإنحرافٍ في القانون
يخضعُ لتشخيصِ حاكمٍ تظنهُ عنترْ
يتناسى شعباً يحملُ بيمينهِ حرية وبيسارهِ وصية
ودماءٌ تجوبُ الأزقة كأنها وردٌ مُعطرْ
دعاءٌ بثغرِ يتيمٍ ورجاءٌ بحضنِ أرملةٍ لها
شهيدٌ هنا أسيرٌ هناك ودعوةٌ مكبلةٌ لعلها تتحرر
…….
أريدُ زمناً آخركي أفهم الحرية
مئة مئتا عام لربما أكثر
وُلدتُ وكبرتُ وقيودي على فراشي
وذاكَ الألمُ على عتبةِ بيتي يحومُ ويتمخترْ
إلى متى القهرُ والجمرُ والصبرْ
مطلبي حُرية ليذوب القيدُ ويُدمَّرْ
…..
بربكم!! قتلٌ أسرٌ تشريدٌ تهويدٌ
هل يروقُ ويحلو لكم هذا المنظرْ
إتفاقياتٌ دعواتٌ ومنابر
ووضعُ أمتي لا يتبدلُ ولا يتغيرْ
بنا نفكُ أزرارَ الصمتِ العربِيْ
ونصرخُ عالياً لنا أرضُ فلسطين ولها ربٌ أكبر

عبقِ الوطن

ما نَفعُ قلبٍ
خالٍ مِن جُغرافيا الوَطنْ
وَمِن ضُوءِ فِكرةٍ
تُنِيرُ عِبء المسافات
بينَ إيقاعِ حُرِيةٍ
وموالُ شَجَنْ
——–
ما نَفعُ جَسَدٍ
بظلٍ مُحايِد
عن أنِينِ لاجِئ
عن وَجعٍ مُتلبِد
وعَن غُصنِ زيتُونٍ
بثُلثِ الليلِ الأخِيرِ ساجِد
———
ما نفعُ صفحةٍ
تُعانِي غِياب الكلمات
لا تَبحثُ بصوتِ الناي
ولا باهتِزازِ الخرِيف
ولا وسائِدِ اللُغة
عن مُرادفِ الأرض
لتقرأ الفاتحةَ
على جسدِ الجِدارِ والمسافاتْ
——–
ما نفعُ بُكاءٍ
لم يكُن جمرًا لحُضنِ طِفل
رحِيقًا لزغرُودةِ عُرس
مدادًا لعزاءِ شعبٍ
شرِبُوا عصارة الألم
وشَهِدُوا الذُل
——–
وما نفعُ صوتٍ
يصدحُ على رصِيفِ البشر
وقَد أصابهُ موتُ الذاكِرة
يضِيعُ بهِ السبيلُ مرةً
ويضِيعُ هو بضبابِ الكلامِ
ألف مرة
إذ قالَ أن قضِيةُ فلسطِين
مرحلةٌ عابِرة

إليكَ

يا مَن كتمتَ واغتصبتَ
صَرخة الزيتُونِ بأرضِ جَدِي
يا مَن زرعتَ مَلأتَ وغمرتَ
تُراب شِعرِي
بِفيضٍ مِن التحدِي
يا مَن مررتَ فغيَّرتَ
ضَجِيج الدمِ
المُكابِرِ المُسافر
إلى نَبضِي
نكهةً حالِمة
وحقيقة دائِمة
بأنَّ ها هُنا أرضِي
——-
هَل شُلَّ نَظركَ
ألا تَرى حُلم العودةِ بِكُحلِ عينِي
أم عُمِي الصَوتُ
فِي ليلكَ الغريبِ المُرِيب
كي لا تَسمع وتَشخع
لهتافاتِ الدمِ فِي وطنِي
هل تشاء اغتِرابِي
عن زُرقةِ الماءِ
وصدى السماء!!
إعلَم يا هَذا
حُلمكَ محكُومٌ بالإعدام
وإن رَحلَت الرُوحُ عنِي
واعلَم أن صوت الحُرِية
بإناء الوطنِية ليسَ بصامِت
فَمنذُ أول اللُغة
وحرف الألفِ الموشُومِ
على جبِينِ العودةِ
ليسَ بِخافِت

الأحد، 22 يوليو 2012

أيها الموت!!

كأنَ الموت ساعةً إضافية
تأتِي فلسطِين
يرتشفونكَ يا موت بريقٍ هادئ
فجراً مساءاً وكل حِين
لرُبما أنتَ نِعمة
تجُوبُ أوردة الأرض
كما كنتَ يوماً بحِطين
أحسبكَ شامة على وجهِ السماء
فمهلاً على القدسِ سوريا وجنِين
كأنكَ يا موتُ تارِيخ مسطُور
إرحم عينَ عربِي تبكِي وجع السنِين
ألن تفقِدَ التوقيت والإيقاع
لتبتعدَ قليلاً عن ذاك المقاوم وذلكَ السجِين
بُح الدُعاء لأرضِ كنعان
أرحمها وارحمنا يا رب العالمين

دعوة أم!!

وما بينَ الزُرقة والسماء
أمواج كلماتٍ خجلى
وأخرى تبحثُ عن وطنٍ
بسعةِ فوضى البحر
إقترِب أكثر
لأرمي دعوة أُمٍ
يبست
على جذعِ أرضٍ كانت
لعلها تَصِل!!
مهلاً يا ليل
لا تَأتِ
بنفسِ الموعدِ الساعةِ والوقت
لا زالت أمنية عذراء
تأبى الحُضُور
تهابُ جداراً آخر
وحُرية لا زالت هُناك
تنعمُ بجنةٍ وقَدرْ

فلسطين الحب والحنين

شاعرةٌ أنا
أكتبُ للحبِ والحنين
لولا أنكِ أنتِ
لما احببتكِ فلسطين
يُبعثرني
يُموتني
ويُحرقني
ذلك الجُرح المتغلغل بذراع السّنين
أحبُكِ
وأعشقُ الترابّ لأجلكِ فلسطين
ها هو جرحكِ الأزلي يُدميني
يغرسُ في أحشائكِ رمحٌ ..
فَيُسقِطني ويرديني ….
دَمعُ الأسيراتِ في المعتقلات
لا زالَ…
يغرقني و يَعميني
نكبتي وقضيتي
كانت ولا زالت
عارٌ على التاريخ
وما التاريخ إذ يُكتَب
بدماءِ طفلٍ فلسطيني
هذا حزني الأبدي ألعقهُ
منذ الرحيل الكبير أكتبهُ ..
*لا أنا انا دونكِ فلسطين ..
*أيتها العذراء في القلب
أيتها الفاتنة المُقدسّة …
يا أرضَ الرّب …
يا من تقتلين حزني على أطلالكِ
من بعدٍ
وأشجو الله من قرب ..
لعل النصر يأتينا على حين غزة ..
وننجو من ضياع إلى عزة
لعلّ أوجاعنا الخجلى
تدفن في الرمل ونعزف ..
لحن عودتنا
يا أرضَ العروبة
يا تاجَّ أمّتِنا
طال شوق الإنتظار ولكن ..
ستهبُّ رياح النّصر يوماً
وترفرفُ طيور عزتنا
وتعود قدس كرامتنا
لحني على الحيطان أكتبه
مجدي على النيران أرفعه
علمي على التاريخ أوشمه
ونصري الحتمي يولد من جنين
أُحبكِ فلسطين …
أحبكِ فلسطين …
أيتها الريح
لا عجب ..
أيها التاريخ
لا عتب ..
نحن شعبٌ
من صلب دمائنا انشدنا الحنينا
نحن شعبُ الدماءِ الزكية
من عِظامِ شهدائنا إبتدئنا الأنينا
في فلسطين أشبالاً
عزفوا النصرعلى الأوتار
رسموا على الحيطان حرية
كتبوا الحياة على الجدار
وانتفضوا لرياح المحد غنوا
والله ناصرَ الأحرار ….
سندق أوتاد عودتنا ..
ونرفع علم فلسطين عالياً
بعدَ هدم الجدار
بعدَ هدمِ الجدار

فلسطين الرُوح

تألمتْ فلمستُ ارتعاشة الألم ..
سالَت دموعي وباتَ العمرُ منقبضًا
ركنتُ ليلي …عطَّلتُ أحلامِي
لأعيشَ في بقاءِ الوطنِ علنًا
بحثتُ في عقاربِ القهرِ عن أملٍ
للقاءِ أرضٍ أبت أن ترتدي كفناً
لا تُسمى دموعًا ما غسل االخدّين
بل إباءً سيلفظ الذّلّ لفظًا
وحدِي ورصاصُ قلمِي
أقاومُ رصاصًا يمضغُ شعبًا
واثق الخطوة غير مستسلمٍ
شعبًا لن يختنق صدى صوته قهرًا
لوشمٍ غريبٍ جاثمٍ على أرضي
أوهم التاريخ كونه سيدًا مالكًا
قصيدتي حجرٌ سيكسرُ نافذةَ الطغيانِ
لحروفٍ باتت بطرقاتِ التفكيرِ علمًا
سأكمل قصيدتِي بصمتٍ لن يطُول
قضيتِي ووطنيتي لن تنتهِي أبدًا

القلم والسيف!!

“قصيدة اليوم بلهجتها البدوِية ما فيها صور شعرية  لإنها بتعكس حقيقة مشاعرنا الوطنية”!!
هاتَ القلم والسِيف
واكتب أنا فلسطيني

لا يغُرك منصب لا ضِيف
اكتب واصرخ بدمع عيني
يا حيف عليكم يا عرب يا حيف
راح الوطن واحترق دم شراييني

****
وينك يا بطل وينك صلاح الدين
وينك قائدنا وينك ابو عمار
اخذوا غزتنا داسوا ارض فلسطين
صار سيفنا كلمتنا وسلاحنا اشعار
اصحى يا شهيد واصرخ يا سجين
دم الوطن صار بقلوبنا إعصار
****
أبطالنا أهل الهمم
أسرانا يا اسود
خلنا نعانق هالأرض يا أمم
إحنا وِحدة ما نخاف قيود
نرفع رايتنا وأصدق علم
نكسر جدار ونهد حدود
****
زعماء العرب يا خيبة أملنا
أشكي ظُلمكم لرب الكون
ختمتوا وراق وبعتوا وطنا
لأمريكي وصهيوني وخاين ملعون
احنا أهل العزة وهالأرض النا
نزرع حب الوطن ونقطف زيتون
****
رسالتي انتهت يا هلي وناسي
خلنا ندافع عن شرفنا بهمة وجهاد
باعونا وحبوا الكراسي
الزمن زمنا وين همتكم يا امجاد
وطنا فلسطين أذكرك يلي ناسي
وذكر فيها ولاد والاحفاد

الخميس، 28 يونيو 2012

نقد وتحليل الشاعر يوسف أحمد أبو ريدة

المطر
سمعتُ كمنجات المطر
انخذت حواسك رحلة
دون خريطة
كم أحبّ المكوث هناك
أخطو لأخرج من دم الواقع
وأستنكر مواجهات الدقائق
التي تود إعادتي لروتين الزمن
الباهت
أما صوت الشاعرة فليس أقل من صوت كمنجات المطر التي تكسر العادي المكرور في مشهد الصورة الحسية بجانبها السمعي الذي أكتب فيه عن ديوانها خطوات أنثى ….وصوت الكمنجات المنتظم الذي ينظم في ثناياه انهمار المطر … لا يكسر الروتين والصمت فحسب بل يكسر من حدة الروتين في تناول القصائد الموقعة بوزن تستطيعه معالي لكنها لا تريده لنصوصها ..
لم تأت كلمات ” حواسك” و” خريطة ” اعتباطا في نصوص معالي، بل جاءت ذات بعد استرتيجي في إنتاجها الأدبي كله … فهي سيدة التعامل مع الصور الممتدة عبر الحواس اللمسية والسميعة والبصرية .. الخ…
وما دموية الواقع بلونها الأحمر بخارجة من هذه الدائرة الحسية وإن كنا نركض فيها خلف كنايات ودلالات الدموية التي توحي بالقتل … لكنها تبقى ضمن خانة الصورة اللونية التي تتقن معالي نظم مكوناتها لتكون مشهدا فنيا ساحرا…. وما اختيارها لكلمة الباهت إلا ضمن هذا الإطار الجمالي الذي اختطته أميرة الكلمات المقمرة في أعمالها الأدبية .
في الفضاء الزماني الذي ترسمه معالي في الأسطر ثمة شيء مبهر : هو كلمات متواشجة تشكل مع بعضها ملمحا زمانيا تكاد تصنعه هي :رحلة – المكوث والخروج- الدقائق- روتين الزمن الباهت ….
وإذا كان الزمن الباهت محكوما بروتين مقيِّدٍ للحرية، فإن معالي تخرج عليها خروجا إبداعيا تتمثل في رحلة غير محدودة بزمن ولا بجغرافيا يعرفها الناس أو يتعارفون عليها…. فالخريطة التي تدل على الأماكن والجهات قس عرف الإنسان اتخذت شكلا جديدا ولها مهمات أخرى … إذ إن الرحلة مطلقة بما فيها المادي والمعنوي.. والخريطة هي حواسّه هو، لا خريطة الناس، أي اللمس والسمع والبصر والذوق والشم، وربما أضافت الحاسة السادسة أيضا ……
وما يقوي ما أذهب إليه فضلا عن بروز ذلك في إنتاج معالي الأدبي هو العلاقة بين الفعل والفاعل في النصوص …..ومن الملاحظ أن النص يغلب عليه الأسماء وتنحصر الأفعال فيه كما يأتي:
الفعل الماضي : في النص فعلان ماضيان هما : سمع ( وفاعل ضمير المتكلم أي أنا الشاعرة) واتخذ( وفاعله أنا الشاعرة )
الفعل المضارع : في النص ثلاثة أفعال مضارعة فاعلها أنا الشاعرة (الضمير المستتر العائد عليها) في الأفعال: أحب، أخطو، أستنكر,,,,
وثمة فعل مضارع رابع فاعله غير مقطوع به – كما أرى- وذلك في فعل ” تود” في جملة :
( وأستنكر مواجهات الدقائق التي تود إعادتي لروتين الزمن الباهت ) إذ تجيز اللغة أن يكون الفاعل ضمير مستتر تقديره هي تعود على كلمة ” مواجهات” وربما يكون هذا الأرجح، لكنها لا تنفي أن تكون كلمة ” الدقائق” هي الفاعل .. أي إن الفاعل جزء من الزمن الذي تمقته أنا الشاعرة .
وعلى كل حال ترى أن عدد الأفعال في النص ستة أفعال بواقع فعلين ماضيين أي مقدار الثلث، وأربعة افعال مضارعة بواقع ثلثين…. بمعنى إن حاضر الشاعرة الذي تريده ينتصر على ماض وروتين يراد له أن يعود.
وتجد أن الفاعل في خمسة أفعال هو أنا الشاعرة، ويكون الفاعل المواجهات أو الوقت في فعل واحد أي يشكل السدس فقط…وبهذا تنتصر الشاعرة في حاضرها وفاعلية دورها على الماضي المسكون بالروتين والقيد….
النص الثاني
يا لَيل الإبقاعِ الحِسِي
رِفقاً بأُنثى لا زالتْ تتعلم طُقُوس السَهر
سأدعُوكَ لوجبةِ إسترخاءٍ وسكُون
مع كُوبٍ ساخنٍ من الحنانْ
وبعض المشاعِر
لتدلنِي على نُقطة التحلِيقِ
من هُنا إلى ما لا نهاية!!
النص هنا أبعد من المادي وأسمى من الحسي، فربما كانت بعض الألفاظ الحسية في النص موحية بالجانب الحسي إلا أن عمق النظرة يكشف عن تحليق روحي مذهل ….فالنص زمانيّ المبتدأ ، مكانيّ المنتهى، صوفي الروح والتحليق…يبدأ بالليل وينتهي بال( ما لا نهاية )….في طقوس متحولة جديدة … كأن الشاعرة تجتاز آفاق الزمان والمكان محلقة بروحانية صافية بعيدة عن إيحاءات اللغة القاصرة بالجسدية والحسية …. إذ إنني أحسب أن بعض الألفاظ الأخرى تكفّ المتأمل عن التعمق في الجانب الحسي والتوجه إلى الجانب الروحي…
طقوس التحليق روحانية مطلقة، لا اقتراب فيها من الطقوس الحسية المعروفة وإن كانت تفيد منها في تكوين جو روحاني في حضرة الإبداع والنص والقصيدة…وأول الألفاظ الدالة على هذا الكفّ كلمة تتعلم، ففي هذه الطقوس هدف آخر… غير هدف التمتع الذي يوحي به طقس مادي مشابه لكنه غير موجود هنا…. وأما كلمة طقوس فهي كلمة روحانية بامتياز ، وما انطباقها على أفعال خاصة في ديانات مختلفة يقوم بها المتعبدون إلا دليل ينفي الطقس الحسي، ويؤيد ذلك أن كلمة ” الوجبة ” التي تدخل في حقل الأكل والمجالس موحية ” بالواجب” نفسه، والواجب والوجوب روحانيان، بدليل خروج لفظ ” الوجبة ” من معناه المعجمي إلى دلالة أخرى ” وجبة استرخاء وسكون” في مقابل الإيقاع الليلي … فهو التأمل العقلاني والروحاني، وبخاصة أنه يأتي في حضرة ” كوب ساخن من حنان “… فالحنان الحسي أو الجسدي لا يصب في الأكواب الساخنة ….. إنما هي جرعات روحانية يحتاجها المحلق أو المحلقان أو المحلقون في فضاءات الروح…ولهذا جاءت بعض المشاعر لا كلها …..
وفي حضرة كلمات ” الرفق” و” الطقوس” و” السكون ” و “الحنان” و ” السكون ” و” التحليق” تكون قد تبينت ملامح الروحية البارزة في النص.
وتعود الشاعرة بتواضع لخانة التعلم في لفظ ” لتدلني”، كأنها تبحث عن دليل التحليق المتجاوز للزمان والمكان والطقوس المادية المعروفة .
حين أطلقت على معالي ” أميرة الكلمات المقمرة” كنت مستقرئا كثيرا من إنتاجها ومتأملا بصدق وعمق استراتيجيات تعاملها مع الألفاظ ونظمها في صعيد واحد تغدو من خلاله الكلمات في علائق من التواشج والتعاضد والتآلف نسجا إبداعيا فريدا ….
يكفيني أن أقف هنا … فما أجمل التحليق في فضاءات معالي الروحانية الخلابة …

السبت، 23 يونيو 2012

يا ليل

يا لَيل الإبقاعِ الحِسِي
رِفقاً بأُنثى لا زالتْ تتعلم طُقُوس السَهر
سأدعُوكَ لوجبةِ إسترخاءٍ وسكُون
مع كُوبٍ ساخنٍ من الحنانْ
وبعض المشاعِر
لتدلنِي على نُقطة التحلِيقِ
من هُنا إلى ما لا نهاية!!
 
تحليل الخاطرة من قِبل د. سامِي إدريس
إنها مقطوعة حسّيّةسماوية الايقاع واللحن تمشي في إثرها متتبعاً خطوات هذه (الأنثى) التي ترجو (ليل الايقاع الحسى ) أن يرفق بها لأنها ما تزال غضّةً لا زالت تتعلم (طقوس السهر) . نعم فللسهر طقوس، كما جاء في أغنية أهل الهوى يا ليل، فهل نصدق الشاعر...ة أنها في ندائها ( يا ليل) تتوجه حقاً الى الليل منادية اياه، أم أنها واقعاً قصدت نديمها الليلي الذي يأخذ في إعداد طقوس ...السهرة الحافلة بالتحليق الى ما لا نهاية .ولتسمح لي الشاعرة التلاعب بهذه المقطوعة الصغيرة كالكرة أطيّرها في الأعالي ثم تسقط على الأرض ، ولكنها تظل كرةً لا تتكسر ولا تتغير، وتتدور فتراها من كل جهاتها نفس المنظر. وأنا أقصد هنا أنه حتى تكتمل أقانيم السهر لا بد من الشراب البارد الذي يهب الحرارة، وأن تستعمل الشاعرة الفعل (سأسقيك) سلافة الروح لا أن تدعوه الى (كوبٍ ساخن) من الحنان .إلا إذا قصدته طفلاً ، وإلاّ لماذا هذه السخونة ونحن في عز حرارة الصيف وهجيره وهل هذا يتماهى مع الوجبة الاسترخائية التي يكتنفها السكون؟ ثم لماذا (بعض المشاعر) وليس ( الحبّ كله ) . لكن الشاعرة لم تهتم بهذه الأقانيم فهدفها من كل ذلك هو أن يدلها على نقطة التحليق من (هنا) الى ما لا نهاية.. وهنا لها معان بعيدة في هذا المساق.. هنا تدلّ على المكان الذي وصلت اليه في مسراها وسفرها وتحليقها كالطائر والطائرة. ولا يخامرني شكٌّ في أن معالي تحبُّ السفر بل تعشقه وهو التحليق في السماء والأجواء والبلدان كطائر حرٍّ لا تقيّده نظرة أو كلمة او نمط حياة . إنّ هذه المقطوعة (الصغيرة) الكبيرة في تمددها وأبعادها الروحية الصوفية ( الى ما لا نهاية) أخذتنا فيها الشاعرة في رحلة ماتعة معها ، وما زالت تحلّقُ في الهواء . وأنا بتُّ أشعر أنني في تحليلاتي هذه أُفقدُ القصيدة طعمها الذي يقع في ذاكرة الحواس سريعاً ، وربما تكون الشاعرة لا تريدني التدخل وإمتاع قرائها.. بل تريدهم أن يسمعوا القصيدة ويرحلون معها في لحظتها مكتسبة أحاسيسهم مستحوذةً على قلوبهم دون تعليقات وتحليلات. وأحياناً يُخيلُ إلي أنني لو تركت القصيدة تقول بنفسها، وتعبر بنفسها الى روحنا لكان أفضل بكثير.. وأحياناً أراني أنا بحاجة الى مثل هذه الكتابة ليشاركني القراء هذه التجربة . مهما يكن فإنني أشكر الشاعرة من قلبي على أن زرعت داخلي ملكة الكلام .
 

الأحد، 17 يونيو 2012

قبل الأوان

لن أنتهِي قبلَ الأوان
وإن كان الزمانُ خطيئتِي
روحِي من هُناك
وأنا هُنا
الرسالةُ المسكوبةُ
بفوضى الشِعر
وزحمة الأقلام المارَّة
***
مجهولةٌ إقامتِي فوقَ الأرض
أتوسلُ حمامةً بيضاء
تحملنِي فوقَ كلماتِي
زائرة خفيفةَ الطعم
عمِيقة المعنى
وإن سافرَ إلى ما ملكت يداي
***
إمتلاك الغد
هوايةٌ لا أجِيد التحكمَ بها
خرافةٌ تنافسُ القدر
هاجسٌ يلعق تفكير البشر
يكفينِي أن أمسح الغُبار
عن نافذةِ المفردات
فالمكانُ ينتظر
والزمانُ يحتضر
ومندِيلي على كتفِي
يسابقُ أساطير الهواء
يركضُ خلفَ نَفسِي
التي لا تخصُ سوى الله

الجمعة، 18 مايو 2012

مشتاقةٌ

مُشتاقةٌ
وبسري لوعةٌ
لوطنٍ يُكملُ قصيدتي
وأرضٍ أكتبُ بها
مدينةَ حُبٍ
وروايةَ ألفِ حريةٍ وحرية
*****
يذوبُ ذلكَ الإنتظار
بعقاربِ اللقاء
تندثرُ وحشةُ القلقِ
بينَ سطوري الآتية
ويرتدِي الموعد
رذاذَ العِناقِ الأول
*****
أسيرةٌ أنا
في حضنِ الغياب
بإشتعالِ الصمت
وحُرقةِ الحنين
لترابٍ أبى وأبى
أن يُرفرفَ فوقَ سفحي
لشمسٍ رحلت
عن حضنِ شعبي
لبطلٍ ماتَ
على بساطِ ترابِي
******
سأتكُئ على ألفِ الإثنين
لتجمعنا معاً
على جبينِ الأمنيات

الاثنين، 7 مايو 2012

يكفِي لتكُون

أما آنَ لِجذعِ النِسيانِ
أن ينمُو
لتُورقَ الدقائقُ الآتيةُ
صوت الذِكرى المبحُوح
في الخُطى السماوِيَّة
ولِيتجردَ القمرُ
من ثيابهِ العتِيقةِ
فيعودُ إليَّ صوابِي!!
***
أنا الآن
ما لم أكُن بالأمس
لن أبكِي
لن ألعنَ
لن أٌعاتِب
لن ألُوم
ذلكَ الماضِي
ابنُ الزَمنْ!!
***
أيامِي المُقِيمةُ
على وجهِ الحَياة
ربِيعِيةُ الرُؤيا
لا تُشبِهُ خصامَ الدمعِ والخَد
لا تسمحُ بسائلٍ غريبٍ في دفترِها
لا تتوسلُ الحُب من نبضٍ مُقفل
***
لتبقى عنواناً دونَ قصِيدة
إسمٌ بلا لقب
كلماتٌ بلا كُتُب
موسيقى بلا وتر
وأسطورةٌ بلا بطل
يكفِي
أن تكونَ هِي هِي
دونَ ضمائرٍ بلا ضمِير

ذلكَ السر

ناحَ العُمرُ خَمراً
سَكِرَ رصاصُ قلمِي
كتبَ ما لا أُرِيد
باحَ بالسرِ ألذِي
يُغامرُ بِوطنٍ وورِيد
فصارَ الوَقتُ جمراً
يحرِكُ مَلفات الشَوق
بأملٍ وغدِ جدِيد

أمنية مؤجلة...

يمرُ الخوفُ من خِلالِي
كرياحٍ عابرة
يمرُ هو
ولا يبقى سِواي
***
فلن ينامَ إسمي طويلاً
تحتَ عنوان أزرق
بروايةٍ بيضاءَ قذرةٍ ومستبدة
***
تلكَ النجمة الأسطورية
لم تنبت على دانتِيلا ليلةٍ عابرة
بل تعرَّت بخلبةِ السماء
فارضةً تلكَ الشرائعِ والهوامش
لتُرضعنا الذُل كالحلِيب
***
بينَ ضلوعي حنينٌ وأمل
تعزفهُ سوناتا الوطن

المغمُورِ بلغةٍ كاذبة
وشعاراتٍ مزيفة
***
سأطُوفُ السهلَ والجبل
باحثةً عن بقايا دُعاءٍ لنبِي
ليسمعَ وقع خطواتِي النحيلة
وهي تصرخُ بغضبٍ أبِي
***
لن أردد أنا أحلمُ
وسأكون
فأنا أنا
وأنا هُنا
ووطنِي ليسَ أمنيةً مؤجلة
وطنِي القائمُ القادمُ
المتيمُ الميتمُ
الآسرُ الكاسرُ
الحقُ الأحقُ
العهدُ الوعدُ
المجيءُ المضيءُ
وطني اللامهزوم
سيعودُ حياً من تاريخهم المزعوم

الأحد، 8 أبريل 2012

وإني أُحبُكَ

بِحضرةِ زَمانٍ به هذا وذاك
وعاصفهٍ تَراكمت اللُغاتُ بها
وفوضَى الثِواءِ على راحتَيك
قليلاً وأصحُو
فأدنُو بِشوقٍ إليك
وآتِي بِألفِ ربِيعٍ
وألفِ إنتماء
ليُورقَ حُلمِي
بعُروقِ كَفيكَ وقلبِي
يا ابن روحي
نَضجت ملامحكَ الشقيةُ فِي دمِي
شهيةً غَضبى
تُشرقُ فَوقَ ضبابِ الغُزاة
وتُردِي الظلامَ الضلِيل
وإني أحبكَ
منذُ اللقاءِ السَنِيِّ
على خاصِرةِ التكوِين
سأداوِي سُعالَ الذِكريات
برايةٍ عليها شَهدُكَ شهادتُكَ
وحبرُ حنِينِي
لينبضَ الحبُ على
قارعةِ الرُجوع
أُصلِي وأجثو فوقَ ثراكَ
كُلُومِي كَلامِي كمالِي أنتَ
نارِي نهارِي ونورِي أنتَ
قُبلتِي مُقلتِي وقِبلتِي أنتَ
وأنا المُتمردةُ المُشاكسةُ العزُوف
كيفَ لا أُحبكَ
يا وَطن

شاعرة انا

http://www.youtube.com/watch?v=6qEtVYZ02sg

قصيدة شاعرةٌ أنا

الأربعاء، 28 مارس 2012

يا بحر...

رأيتُكَ بِمنامِي ليلةَ أمس
تُرتلُ كلماتِي..
أغنيةً
تُقاسِمني بها
الإسم الرسم والطَعمْ
أنت الحَقٍيقة التي أحياها
 تلكَ الأمواجُ المُنتشيةِ
على ذلكَ السريرِ الصَخرِي
تغمرُ كأسِي أملاً
تُحيي أطرافَ نفكِيرٍ
باتَ تحتَ التُرابِ
عِنوةً
أرانِي بشفافيتِك
ظِل أمنيةٍ
يَرغبها شيبُ القلمِ
ليُراهقَ من جدِيد
كم منَ الوقتِ أرِيد
لأمزقَ غشاء الليل
لأعانقَ الشمسَ
على لحنكَ الأزرق
وأروي لكَ سرِي الجّدِيد
فِسرُ حبِي لكَ يا بَحر
باحَ بهِ قلبِي
على مسامعِ موجكَ
يومٌ وآخر
سأقترب منكَ أكثر
لتتمَ قصِيدتِي

الخميس، 8 مارس 2012

بعض ألخواطر

سَمعتُ كمنجاتِ المطرْ
إتخذتُ حواسكَ رِحلةً
دونَ خريطة
كم أُحبُ المُكوث هناك
أخطُو لأخرج من دمِ الواقِع
وأستنكر مواجهاتِ الدقائق
ألتي تودُ إعادتي لروتينِ الزَمن ألباهِت
 ______________________________________
مَقيتٌ هو حُضنُ التساؤلاتْ
يُعيدُ احلامنا مِن كِتابِ ألليلِ عارِية
ويَدفنُ الأمانِي في سهرِ ألغيابْ
 ____________________________________
عادَ ألمساءُ من الغَد
رأيتهُ متعب ألمزاج
لونهُ بهِ بعض ألمرار
ونكهتهُ تعاني الإصفرار
أرسلتُ لهُ بدايةَ حُلمنا
ليُعاودَ ترتيب أكمامهُ من جَديد
 __________________________________
ماذا عَن نبض حياتِي ألقادمة
هل ستشاركنِي إيقاع ألدقائق
وسيلِ ألزمن
كُن أقربْ مِني إلي
كُن بَصرِي, سَفرِي, وقَدرِي
________________________
ليسَ لِي
أسلوبٌ واحِد
ولا نمطٌ واحِد
لكِن لِي
روحٌ واحِدة للقَصائد
 ______________________________________
عندَ مُفترقِ الحرف
أعتكفُ بربوعِ الكلمة
لأمطرَ سيلاً جارفاً
من عِطرِ لغةِ الضاد
فتزدحمُ كل أواني النبض
وتعصفُ أهازيجُ المفردات
إلى مشارفٍ قصيدتي
 ____________________________________
أطرُق بَوابةَ فَجري
خُذ ما شئتَ منْ حبرِ ألدقائِق
أدخلْ موسُوعة ألزمنْ ألخاص بي
وأكتبْ هناكَ ما تشتهِي
 _______________________
خُطفتُ طوعاً
لحبيبٍ شرقِي
رسمتهُ أنامل ألطبيعةِ ألهائمة
وأحيتْ بهِ ألملايين
من خلايا ألياسمِين
...
عبرتُ إلى صَحوهِ
من حافةِ ألفجر
حتى قاعِ ألليل
طوقني بسلسلة دفء
لتُغادرَ ثرثرة ألشتاءِ من عروقِي
فلم تنحني ألحواسْ
في بيلسانِ ألوقت
 __________________________________
قبلَ ألرحيل
خذْ معكَ بقايا الأملِ ألمُغلفِ بأغنياتِ ألحب
لأحاولَ ألنسيانْ
 ________________________________
رِفقاً بي أيها ألليل
لونتُ بكَ شعرِي
فلا تحرمنِي مُراقصة ألقمر
على كَتفِي...
 ________________________________
إغضبْ وقُول للعالمْ أنا مَوجودْ
دافعْ وإحكِي كرامِتنا فُوق كُل الحدودْ
هالأرضْ إلنا ورح تِرجع وِحياة ألرَّب ألمعبودْ
لا تخافْ مِن مُجرد ظِل عابرْ
رَحم فلسطينْ ولا مَرة كان عاقرْ
اليُوم وُبكرة وبَعده رَح يُولد طِفل ثائِر
 _______________________________
أما آنَ لرِسالتِي أن تستريحَ فوقَ سطحِ بيتِكم
مَتى سيزولُ أرقُ ألتفكيرِ من هُناك
لتصحُو ألكلمات من سُباتِ ألذِكرى
______________________________ 
ذلكَ ألقانونُ ألضريرْ
وتلكَ الإتفاقِيات ألمشلولة
لمْ ولنْ
تُنزعَ جَنين ألحريةِ
منْ رحمِ فلسطين!!

وإني المشتاقة

حينَ أرتشفتُ صوتهُ
عانقتهُ وأخذني
لشرفةِ مدينةٍ عاشقة
حاورنِي بتلكَ اللغة
التي لا زلتُ أترجمُ عَطشها!!
وإني المُشتاقة
لتمزيقِ المسافات
وتقليمِ أظافرِ الوقت
لأكونَ أقربَ منهُ إليه

أنا الشعر

يُواجهني الشعرُ دونَ توقيتٍ مُبرمَجْ
دونَ تدقيقٍ نحويٍ
ولا منطق!!
أتسكعُ أنا وذلكَ التمردْ
على تلكَ السطور الوَعرة
دونَ وقوع!!
أنسجُ من حُروفي شالَ حريرٍ يُشبهني
كما ذلكَ الجُنونُ الرسميُ
في سماءِ تلكَ العاشقة

إعترافات صورة

ملامحُ ذاتِي أصابها الإهمال
أطرافُ شعري خدشتها ألبطالة
وها أنا أخبئ عاطفتي,
أنوثتي وتاريخي
في هذا ألحلم ألنثري
دموعي بعددِ دقاتِ قلبي
أهاتي بسعةِ نشوةِ ألبحر
وساعات حنيني
بعددِ ترابِ ألوطن
لستُ لوحةً تبحثُ عن ألوانِ ألربيع
ولا ذلكَ ألجبل ألمتعري منَ ألثلج
لا أنتظرُ قوس قزح
ليلهثَ أمامَ طيفِي
ولا ألشمس لتنغمسَ بغروبِ امالِي
أراني باهتة ألطعم
عارية أللون
محترفة ألدمعْ
بطيئة ألصوت
لكنني من رحمِ فلسطين ولدت
وفي رحمها سأموتْ

الجمعة، 10 فبراير 2012

نقد وتحليل قصيدى غمزات ألمطر ألشاعر أحمد سلامة- قلنسوة

قصيدة غزلية عذبة ورقيقة .. فمنذ البداية تطالعنا
ب:( غمزات .. ) بما لها من دلالات شبقية، وإيحاءات عِشقية .. وكيف
إذا كانت أيضاً تحت المطر ..؟
حتماً ستولد قصة حب ..
هذا الحب صنعته تعابير شاعرية مرهفة وشفّافة وحالمة, وهي مزية
تتقنها معالي حتى لأصبحت من مميّزات شِعرِها ..
( ومع لمسات الريح تنسجم عروق كفّيكَ وحنيني )
هذه صورة شعرية رائعة وراقية..تشبه لوحةً فنيّةً باذخة الجمال ..
كما أنّ كلمات القصيدة تنسجم مع بعضها وتتآلف لتعطي لحناً موسيقياً ممتعاً
مما يزيد في جمالية البناء الكلّي للقصيدة
ومن جماليات هذا البناء أيضاً المحسّنات اللفظية الواردة في القصيدة :
(فصار يرددُ اسمك ويهمس أنتَ قُبلتي وقِبلتي )
فهنا جِناس غير تام وهو أسلوب بلاغي جميل، يزيد من جمال الصورة،
ويتكرر هذا الجناس في التعبير : (واغمريها كمالاً وكلاماً )
ولكنني إلى جانب هذا الجمال رأيت شيئاً من التعثُّر في نهاية القصيدة في
التعبيرين : ( لاجزء من الوقت ولا بضعٌ من التكوين )
فأنا أرى بهما بعضَ النشاز عن البناء الكلّي الجميل والمتناسق،
إلاّ أنّ التعبير ألأخير : (لاشيء سوى أنا وأنت )
عاد إلى ألإنسجام ..
وجدير بالذكر هذا الغزل الجميل في شعر معالي هو من نسج الخيال وعالم ألأحلام،
فهو معلّقٌ في سقف السماء وهو من باب الترف الفنّي .. فهو لم ينزل إلى عالم
ألأرض .. ويطهر أنّه لن ينزل..؟! *
ألكاتب:أحمد سلامة يُرَحبُ بآراء القراء سواءً في الموقع، أو إليه مباشرةً

غمزات ألمطر

تحتَ غَمزاتِ المَطر
تولدُ قصص الحبِ
ومع لمساتِ الرِيح
تنسجمُ عروقُ كفيكَ
وحنيني…
هُناك
تحتَ المَطر
ثَمِلَ عَزف الجيثارة
فصارَ يُردد إسمك
ويهمس أنتَ قُبلتي وقِبلتي
قَد شَدنِي
من خاصرةِ الحلمْ
إقتربَ منْي وهَمسَ
لكِ الحياة إتقني رسمها
وإغمريهِا كمالاً وكلاماً
تحتَ المطر
لا جزء من الوقتْ
ولا بضعٌ من التكوين
لا شيء
لا شيء
سوى أنا وأنت

الأحد، 22 يناير 2012

ذكرياتٌ حاضرة


مُوشحاتٌ تقبعُ بمُخيلةِ المساء
تمتدُ بأفقٍ برزخيٍ من السحر
تُعانق الرذاذ المتناثر
على شواطئ القَمر
تعترفُ في حنجرةَ البوحِ
...
ألحانَ الكلماتِ الصامتة
أقفُ
يُبعثرني الفراغ
في ليلٍ ثَملْ
خافتِ الضياء
وإلى حُلمِي امضي
حيثُ الساعاتُ تسرقُني
أبحثُ في التيهِ
عن زورقِ أمل
لإحتراف ذاتٍ شاعرة
أقفُ
عندَ مُفترقِ الحرف
أعتكفُ بربوعِ الكلمة
لأمطرَ سيلاً جارفاً
من عِطرِ لغةِ الضاد
فتزدحمُ كل أواني النبض
وتعصفُ أهازيجُ المفردات
إلى مشارفٍ قصيدتي
أقفُ
أمامَ ملفاتِ الإعتراف
التي تأبى السقوطُ في الذكرياتْ
بل تشتاقُ الوصال
في حضرةِ القَدرْ

الثلاثاء، 17 يناير 2012

حوار في الأفق الاخر

معالي:إنتهى التاربخُ من حفرِ قبري

سأسافرُ للعبِ بتلكَ الرمال الاتيةِ من الماضي
علني أجد نفسي هناك
سلطان: لعلكِ تجدين طيفٌ هامشيٌ يشبهني
سأعتزلُ سمائي وأسكنُ هناك
على باب بحر لا يأكل من جسدي كلما هب النسيم
معالي: علَ هناكَ لا يستقبلُ أطرافنا تحتَ إبطه
سلطان: حتى وإن كان سأركضُ كفرس نزء سأجول كمن يكر ويفر في حدائق ابطها
معالي: هناكَ أجملُ من هنا
سأزاول مهنةَ وجودي هيا بنا
سلطان: الى أين ؟
معالي: حيثُ لا بشر
سلطان: هل كتابٌ واحدٌ يكفي لتسليتي مع الاّ وقت
معالي: سأعبثُ هناك بما أريد
دونَ منازع وحاقد
سأكون وحدي
أرتب أكمام نهاري كما أشاء
سلطان: وأين وقع الناي في أزلك ؟
معالي: مللتُ من صراخِ الأوتار
أرهقني ذلكَ الصوت المبحوحِ من الليل
سأغادر...
سلطان: أين موائد الفرح ؟
معالي: تركتها للجاهلية التي تسكنُ الأرض
سلطان: هل سيكون المناخ هناك مُعتدل ؟؟
معالي: موسمي هُناك في كلِ  الفصول
سلطان: ولمن ستتركين سنبلة الكنائس وورد العرائس ؟
معالي: ساخذ أمتعتي معي
فطقوسُ موتي تختلفُ قليلاً
سلطان: وما لغة الحديث هناك ؟
معالي: صمتٌ ممزوجٌ بيَ أنا
سلطان: أما أنا فسأرثُ بحَّة الذكرى وملامح النسيان
معالي: ستبقى هناك
سيعلو بوحُ تاريخكَ عاليا
وفوقَ العلو
سلطان: أجل سأعلو فوق مفاتن الأنقاض
ولكن من سينفخ بأبواق السجع المشاع ؟
معالي: أنت قادرٌ ومُتمكن من تغييرِ الذات
فعبقُ حروفكَ المتردة والثائرة موزون
سلطان: لعلني أغنية المسافر للمسافر فقط
او فوضى متاحة على باب القيامة
أحلم بالله جاراً طيباً
أقطفُ أزهار حديقته فلا يغضب !!
ارميه بتنهيداتي وارشقه بالنداء
اهديه عصفور عزلتي ، ويهدني قهوة قميصه
معالي: أليسَ أفضل من معاركة كفار الربيع!!
سلطان: أفضل
حين يكون الجمال هارباً من كهف الجراح
معالي: هذا ما سَيكون
سلطان: اذاً أكتبي ليخضرّ السراب
اما انا فسأتابع سفري لأكمل نقصان الغياب
معالي: مهما كَتبت لَن أفضَ بكارتهُ
سلطان: يكفي أن تزوري هاجسهُ!!
معالي: لا أرضى بالقليل
سلطان: ولكنه كفراشة ترقصُ فوق مأساتها
كحال الشعر والفكر في ايامنا
معالي: سأهربُ حيثُ لا كلمات ولا حروف
سلطان: المكان هناك داكن بين ضوء ونار
معالي: إنه الدفء الذي مر ألف عام وأنا أبحث عنهُ
سلطان: أجل الدين هناكَ منسي
معالي: سأحييهِ من جديد

الثلاثاء، 3 يناير 2012

ديمومةِ الحب

حُبكَ
كديمومةِ الفجرِ والقَدر
سِحرُكَ
ملأ فراغَ ذاكِرتي
ولَملمَ زُجاج القَمر
أملٌ يُراودُ حلمي
فلا أستتيقظُ على
ذكرياتِي الباهِتة
كم أنتَ صادقٌ
في مشاعركَ وإنسيابكَ
يا نبضيَ الممزوج
في لحنِ الكمنجاتِ
العاشِقة
يا أيها الرجل
هذهِ الحُروفُ تُغنيكَ
موجاً على البحرِ الثائرِ
وقلبي
إصنع زماني من رموشكَ
وإبدأ رحلةً أزليةِ الثمار
دع كلماتي
تُشعل الثورة المكبوتة
في عُمقِ الذات
إقرأ مشاعري علناً
كي تمسحَ الغُبار
عن نافذةِ الحياة
خلقنا الله
كي نرسمَ الحب والبسمة
في لوحاتنا الأزلية